Tuesday, January 08, 2008

من أربع سنين

من أربع سنين، في يناير 2004
يوم الثلاثاء بالليل
كنت خارج مع أصحابي
وأمي أو أبويا مش فاكر أتصلوا بي، وقالولي إن (...) تعبان شوية
سبت إصحابي ورحت عديت عليه، ولحقته قبل ما ينام
سلمت عليه في حجرته، واستقبلني بابتسامة فاكرها كويس أوي، إتكلمنا شوية بس مطولناش، ودخل ينام
يوم الأربعاء الصبح
صحيت من النوم رحت له
كان 7 يناير، وهو كان في أجازة
لما وصلت كان نايم، طلعت قعدت أقرأ عنده في الأوضة لحد لما صحي
لما صحي إتكلمنا شوية، في موضوعات أذكرها جيدا حتى الان
في ناس كتير اتصلوا به يطمئنوا على صحته
بعدين كان وقت صلاة الظهر
سألته أنزل أصلي في المسجد ولا أستنا أصلي معاك: قاللي لأ أنا تعبان ومش هقدر أنزل إستنى نصلي مع بعض
قام يتوضأ، كان تعبان ومش قادر يمشي، قمت أسنده مرضيش، مستغربتش لأنني أعرف أنه مكنش بيحب حد يسنده أو يساعده
توضأ وأقمت الصلاة قاللي لأ صلي إنت بيا، أنا تعبان وهصلي على كرسي (ومن قبلها كانت ركبته تعبانة وكان قلما بيصلي واقف)، وتقدمت أنا وصليت
بعد الصلاة دخل ينام تاني، وبعد شوية صحي تقيأ وكان شكله تعبان، قلت له تحب أكلم دكتور أو حاجة؟ قال لأ بسيطة إن شاء الله
وقدنا نتكلم حوالي ساعة أو ساعة ونص كمان
وبعدين العصر أذن، صلينا وقال لي متعطلش نفسك، لو عندك حاجة روح إعملها
قلت له مفيش ورايا حاجة مهمة، عندي معاد مع ناس أصحابي في الجامعة ممكن أتكلم ألغيه
قال لا متعطلش نفسك، أنا كدة كدة داخل أنام
أستأذنته ونزلت رحت المعاد
واتكمت اطمنت عليه بالليل
يوم الخميس الصبح
صحيت من النوم نزلت رحتله وكان أبويا سبقني
لما وصلنا كان هناك الدكتور محمود، ولا أذكر مين تاني
قالولي إنه هينزل يروح يعمل منظار علشان نشوف معدته مالها لإنه مكنش بياكل من يومين
سبت سيارتي عند بيته في مصر الجديدة وركبت أنا وهو مع أبويا، وركب من كان بالمنزل في سيارة أخرى ورحنا المستشفي في المهندسين
لما نزلنا من المستشفى أبويا قال لي إطلع إنت مع (...) أحسن الدكتور محمود شكله رايح يدفع هو هروح ألحقه
ركبت معاه المصعد، وكان معايا كتابين: الإيمان أولا، ودعاة لا قضاة
عامل المصعد علق على أحد الكتابين تعليقا أضحكه، وطلب الكتاب فأعطيته له
وصلنا الأوضة، وسندته ونام على السرير وكلب حاجة يشربها فجبوله كان سبرايت
طلب مني أشربهاله، وشربتهاله
بس وقتها قلقت عليه، لأنه من عادته يرضى إن حد يأكله أو يشربه
الظهر أذن فطلعت أصلي في مسجد المستشفى ولما نزلت كان هو خلص صلاة؛ قلت له إنت تعبان وداخل تعمل منظار صلي العصر بالمرة دلوقتي، قاللي أنا فعلا صليته خلاص، وبعدين ضحك وقال والله وبقيت تديني الفتاوى يا سي إبراهيم
توالت الزيارات من ناس أعرفهم وناس لا أعرفهم تعرفت عليهم في يومها
وكان موجود أبي وزوج عمتي ثم وصل بعد ذلك أخي
وجاء عدد كبير من أقاربنا ليزوروه
يوم الخميس المغرب
كنت صايم فطلعت فطرت وصليت ورجعت، ومكنش لسة دخل المنظار
اتصلت بي زوجته تطمئن عليه، وخلتني أحلف إنه مش في العناية المركزة، ولما حلفت إطمنت
كنت رايح أجيب سيارتي من تحت بيته
استأذنته في الذهاب وقلت له: حضرتك متأمرش بحاجة؟
شكرني وقعد يدعيلي حتى بكيت
رحت أخدت سيارتي وطلعت على البيت غيرت
أمي سألتني عنه، قلت لها الحمد لله كويس، بس لسة مدخلش المنظار
يوم الخميس مساءا
خلصت مشواري سريعا ورحت له تاني
لما وصلت كان خلص المنظار وطالع حجرته
كان أقربائي وصلوا، وقعدنا نتكلم لحد ما طلع الأوضة
كنت بقولهم: فاتكو شوية دعاء النهاردة مختش زيهم في حياتي
دخلنا زرناه واطمنا عليه
حطوه على أوكسجين فترة قصيرة، وبعدين هو طلب يروح علشان زوجته متقلقش
الممرضة سألتني لو يحب تجيبله كرسي متحرك ينزل عليه
قلتلها قوليله بس معتقدش إنه هيوافق
بعد شوية لاقيته نازل على كرسي
قلقت عليه فعلا وقتها
كان في ناس كتير في الشارع بيسلموا عايه، جالي أخويا وقاللي إنت عارف إن أبوك بيتعصب من الزحمة، روّح إنت وأنا وبابا هنوصله ونحصلك
سلمت عليه وركبت سيارتي ومشيت وراه احد منزل الكوبري بتاع صلاح سالم، هوا نزل وأنا كملت، ووأنا معدي من جنبه شاورتله سلمت عليه
لما وصلت البيت أمي سألتني عليه، قلتلها والله يا ماما شكله تعبان
نزل من المستشفى على كرسي وأنا فعلا قلقان عليه
عموما أنا فاضي بكرة وهروحله أقعد معاه من الصبح إن شاء الله
دخلت غيرت هدومي وبدأت أقرأ وردي، بعدين قمت قعدت مع أمي نتفرج على الجزيرة
أمي قالت لي مش إتأخروا أوي كدة أنا قلقت
قلتلها لأ على ما يوصلوا ويغير وينام ويطمنوا عليه وييجوا
بعدها بأقل من دقيقة التليفون رن وأمي ردت عليه
كان أخويا على التليفون، والخط قطع وأمي كان شكلها قلقانة أوي، قلتلها في إيه؟ قالت لي إستنى أخوك بيقول حاجة غريبة
اتصلت به، وقفلت وقالت لي جدو مأمون توفي
مازلت أذكر تلك اللحظة، بصوت أمي، بصورتها أمامي، بأحساسي وقتها بكل تفاصيل تلك اللحظات
لحظة أن علمت بوفاة جدي المأمون عليه رحمة الله، مساء الخميس 8 يناير، أو فجر الجمعة 9 يناير 2004
أنا مدونتش قبل كدة في حاجة خاصة كدة، ولا أعتقد أني سأفعل فيما بعد
بس اليوم دة تحديدا كان نقطة فاصلة في حياتي
قلت لأمي صلي ركعتين ندعي ربنا يثبتنا وننزل نروح لجدي البيت
صلينا ونزلنا، وانا لسة لم أستوعب الموقف أوي
وصلنا البيت عند جدي، ووصل معنا في نفس الوقت المهندس خيرت، وأنا فاكر شكله كويس وهو نازل من سيارته وبيقفل الباب وراه
كان في الطابق السفلي موجود الدكتور محمود عزت، أول من اتصل به والدي ليبلغه بوفاة جدة، ولعله أول من وصل للمنزل بحكم قرب منزله
صعدت للطابق الأعلى حيث حجرة جدي، وكان الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح واقف أمام حجرة جدي
قالي البقاء لله يا إبراهيم
دخلت الحجرة فوجدت جدي مغطى على السرير، وأبي جالس على الكرسي بجانبه، ينظر إليه وعيناه تدمعان
قبلت يده وقلت له البقاء لله، ورفعت الغطاء من على جدي وقبلت رأسه
سألت أبي (هندفن فين إن شاء الله)، قاللي في العرب مع جدو حسن
خرجت إلى جدتي وكانت في الحجرة المجاورة وعزيتها وجلست معها فترة
وبدأت الاتصالات، وخرجت إلى خارج المنزل لأرد عليها
وروحت حوالي الساعة 3
وحتى ذلك الوقت مكنتش عارف الجنازة هتكون فين، فكل مكان كنا نقترحه كان الأمن يرفضه، حتى استقروا أخيرا على مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر
يوم الجمعة الصبح
استيقظت من النوم مبكرا، ورحت لجدي المنزل حوالي الساعة 8
وهناك وجدت إخوته الثلاثة، عمو إسماعيل، وجدة خالدة، وعمتو علية
دخلنا وغسلناه
وكان معنا إضافة إلى أحفاده، وأحفاد إخوته، الشيخ جمال عبدالهادي، والأستاذ حسن مالك
وكان أب موجودا، لكنه لم يشارك معنا في الغسل، بل كان جالسا على السرير يقرأ القرآن
غمزني أبن عمتي ونحن في الغسل، وأشار إلى وجه جدي، فرأيته مبتسما مستبشرا، ففرحت وحمدت الله، وذهبت لأبي أخذت يده من على السرير وأريته وجه جدي فابتسم وبكى، وبكيت معه
بعد أن انتهينا من الغسل، ووضعنا جدي رحمه الله في كفنه، قبلته على جبهته قبلة كانت الأخيرة، ونظرت إلى وجهه للمرة الأخيرة في هذه الدنيا، أسأل الله أن يجمعني به في مستقر رحمته في صحبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
انتهينا من الغسل حوالي الساعة 10:30، وطلب مني أبي أن أغلق أبواب المكتبات وكل ما يمكن أن يكون به متعلقات جدي وأوراقه قبل أن ننزل، وفعلت ثم خرجنا متجهين لمسجد رابعة
وأخذت سيارتي لأن أخي وأبي ركبوا مع جدي
وصلنا مسجد رابعة وكان زحمة فأخذت وقت علشان أعرف أركن، وبعدين دخلت والإخوة بتوع النظام مكانوش راضيين يدخلوني المسجد وبيقولولي أصله زحمة ولسة في ناس لازم يدخلوا جوة، حاولت أقنعهم أنه جدى مفيش فايدة، مش عارف ليه حسيت وقتها إني بتعامل مع عساكر أمن مركزي، خاصة أن نفس الموقف تكرر في المدفن، كانوا عاملين كردون ومش راضيين يعدوني علشان أشيل النعش مع أهلي ولم أدخل إلا بعد مشكلة وخناقة، أقوله دا جدي وحقه عليا إني أشيله يقولي البقاء لله بس أنا مينفعش أعديك الموضوع مش بإيدي، سبحان الله
المهم، صلينا الجنازة، ورحنا البلد دفننا
وفي اليوم التالي كان العزاء
كان جدي هو أحب من عرفت إلى قلبي، وأكثر من ناقشت فس حياتي
أعرف عنه أنه كان حادا، ولكنه في الحقيقة لم يكن كذلك معي، كان يناقشني ونختلف أكثر مما نتفق، ويرحب دوما بالخلاف
إحتد عليّ بشدة مرتين فقط؛ الأولى وقت حرب العراق حين أخبرته أمي أنني قررت السفر للعراق وحجزت تذكرة وأرفض مناقشتهم، وقتها قاللي: إطلع فوق نتكلم في الأوضة، ودار بيننا حوارا مطولا، كان فيه شديد الحدة، وكنت فيه سيء الأدب، وأتمنى أن يكون سامحني على ذلك قبل وفاته، فقد كنت أظن أنه يمنعني من السفر خوفا علي وليس لعدم جدواه
المرة الثانية كانت حين طلبت منه نسخة من كتاب معالم في الطريق لأقرأها، أتذكر الحزم على وجهه وقتها وهو يقول لي: عايز تقراه ليه؟ الكتاب دة لا يمثلنا في شيء، وأفكار سيد قطب لا تمثلنا في شيء، غضبت وقتها، ولم أكن قد قرأت ما يمكنني من إدراك الفارق بين أفكار الإمامين حسن البنا وسيد قطب، واعتبرت أن ما يفعله رقابة غير مقبولة على أفكاري، فقال لي خلاص هجيبلك المعالم تقراه، بس نقرأ الأول دعاة لا قضاة، وكان هذا سبب وجود الكتاب معي ونحن في المستشفى، فقد كنت أقرأ فيه ثم أناقشه، ولكننا لم ننتهي منه لأن الوفاة كانت أسبق
بعد وفاته كتبت أبياتا من الشعر أرثيه فيها، رأيت وقتها ألا أنشرها، وأن أحتفظ بها لنفسي
وأرى الان أن أنشر منها أبياتا قليلة، وهي قصيدة تزيد على سبعين بيتا، فيها أبيات تقول
مأمون مات وروحه قد رفرفت كالطير نحو مراتب الإحسان
فهو الذي أفنى الحياة مدافعا بعزيمة عن خاتم الأديان
ومنافحا عن شرعة ميمونة والحق ينصره بكل مكان
قد عاش يؤمن بالإله فما وهى لم يستكن يوما ولو لثواني
....
مأمون مات أجل كما سأموت إن الموت مكتوب على الإنسان
كل سيمضي للحساب مآلنا جنات عدن أو لظى النيران
فديار دنيا الناس ليست دارنا ما عزها ونعيمها بأمان
لكن مصيبته أتتني فجأة فعجزت عن تصديقها لثواني
ووجدت نفسي والفؤاد ممزق في زحمة الآلام والأشجان
فإذا الأحبة قد أتوا لوداعه يتدفقون تدفق الطوفان
وسمعت صمتا مطبقا متوغلا بين الضلوع ينوح بالأحزان
هذا هو المأمون راح مغادرا دنيا الفناء وعالم الأضغان
تغشاه رحمة ربه في جنة قد زينت بالحور والولدان
.....
أمشاعر جياشة تلك التي لم أستطع سردا لها ببناني
وعجزت عن تنظيمها بقصيدة وفشلت في إخراجها بلساني
قسما بباعث مصطفانا محمد مأمون حب فاض في شرياني
مأمون أشهدكم بأني أحبكم بالعقل بل بالروح والوجدان
.....
فصلاته يا ربنا اجعلها له سترا يقيه حرارة النيران
وجهاده ارفع به درجاته وصيامه وقراءة القرآن
زلاته يا ربنا اغفرها له وانعم عليه بواسع الغفران
إخوانه يا ربنا اجمعهم به بضفاف نهر الخمر والألبان

17 comments:

صاحب المضيفة said...

رحم الله المأمون

كان مثالا في الحق والعدل والخير

قلبت المواجع الله يسامحك

شكرا لله لك على الذكريات الجميله

دمت بخير

عبدالرحمن فارس said...

رحمة الله عليه

ما اجمل أن نتذكر رجالا من الزمن الجميل

Unknown said...

لم اتمالك نفسي وانا اقرأ ,ولكأني اخذت من مكاني ودخلت اعايش ما تقوله
ولم اتمالك بسمة رسمت علي شفتي حين رايت الابتسامة علي وجه جدك رحمه الله رحمة واسعة
اشد علي يدك ,واحييك علي ذكر هذا الموقف فاثره كبير في نفسي
الذكري تنفع المؤمنين )
أسأل الله الهداية والفلاح لنا اجمعين

نور جديد said...

آآه كم هي شديدة تلك اللحظات علي التي أقرأ فيها عن أناس لطالما أحببتهم في الله و لكني لا أعرفهم
اكتب اليك الان و دموعي تذرف من عيني
كل ما اعرفه عنهم
"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر"
رحمة الله عليه هو و السابقين قبله
و جمعنا معهم مع النبي صلى الله عليه و سلم في أعلى عليين
ان العين لتدمع و ان القلب ليحزن و لا نقول الا ما يرضي ربنا
ان لله و انا اليه راجعون

Anonymous said...

u make us cry ya ostaz ibrahim
and we feel how we are nothing beside aman like ur grandpa
jak for u to remember us

عبدالله المصري said...

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه .


إلى كل إخواني مخلص لله لا للجماعة


بداية وقبل أن يستفزك العنوان فتضعنى فى خانة لا أنتمى إليها علينا أن نحدد بعض المسلمات التى تؤمن بها وأؤمن بها لتتبين لك من خلالها مرجعية محدثك .
- فكلانا يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وكلانا يعشق هذا البلد عشقه للأمانة التى وهبه الله إياها واستحفظه عليها ليرى كيف يفعل بها , وكلانا يموت حزنا وكمدا على ما أصاب أهل هذا البلد من فقر وقهر وظلم وعلى أتم استعداد لبذل المال والنفس والولد لإصلاح شأنه وحمايته من كيد أعدائه وتخاذل أبنائه , وكلانا يؤمن بحتمية الحل الإسلامي وبأن أي محاولة إصلاحية على أسس غير إسلامية لن تكون إلا مرحلة جديدة من الضياع والتخبط والخذلان .

واتفاقنا على مثل هذه المسلمات ووفق أي تصنيف ديني أو سياسي أو حتى إنساني لابد وان يجعلنا فى جبهة واحدة , عدونا واحد وصديقنا واحد وهدفنا واحد وقيادتنا واحدة , إلا أننا لسنا كذلك وأنت السبب فى ذلك .
وقبل أن أسهب فى حديثى أذكرك بان الحكمة هى ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها , وأن كل إنسان مهما علا شأنه يؤخذ منه ويرد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولأنك بشر مثلى ولان قياداتك بشر أمثالنا فاحتمال الخطأ وارد فى توجهاتها وقراراتها وأفكارها .
لذلك فان انتقدت الإخوان فكرا أو عملا أو من حيث شرعية الوجود أصلا ودعمت نقدى بثوابت الكتاب والسنة دون مواربة أو هوى فقد أقمت عليك الحجة وألزمتك أمام الله وأمام نفسك المؤمنة بإتباع الحق الذى عرفته بالحجة , وذلك لأنك مؤمن وليس للمؤمن أن يختار بعد أمر الله ورسوله .
وحديثى هذا إليك من باب التواصى بالحق الذى أمر به الله تعالى عباده المؤمنين ليظلوا متآلفين متوحدين .
والحق حق الله فى حاكمية دينه على أرضه وبين خلقه , الحق حق الأمة فى السيادة على نفسها وإنفاذ إرادتها , الحق حق الناس فى التخلص من سلطان الفقر والقهر واستعادة ما كفله الله لهم من حقوق لا تستقيم حياتهم إلا بها .
فاسمع يا أخى من عبد فقير ورجل من عموم المسلمين لا يريد إلا الخير لك ولوطنه ولأمته ولنفسه فى الدنيا والآخرة فإنى محدثك حديث عظيم , إن استجبت له فقد غيرنا سويا وجه مصر والأرض من حولها بفضل الله ومنته وتصديقا لسننه ويقينا بنصره لعباده المؤمنين , وان أعرضت عنه بعد أن تبين لك الحق وأقيمت عليك الحجة فأنت أعلم بعاقبة أمرك فتربص حتى يأتي الله بأمره , وذلك لان الحق واحد لا يتعدد كما يتعدد الباطل واضح وضوح الشمس التى لا ينكرها إلا من أعمى الله بصره أو تكبر عن الخضوع للحق .

أما ما أتهمك به وأقدم له بكل ما سبق من مقدمات فهو انك وجماعتك أهل باطل ولستم على الحق فى شيء , ولم ولن تكونوا حلا لمشكلة مصر أو الأمة , ولستم جماعة الحق التى وعدها الله بالنصر والتمكين والاستخلاف فى الأرض , فما انتم إلا فرقة من فرق الباطل الهالكة وان ألبست ثوب الإسلام , بل انتم سبب نفور الناس من الإسلام واصل خوفهم من الاحتكام لشريعته ويشترك معكم فى ذلك كل الفرق الإسلامية التى تبغضونها وتبغضكم وتنكرونها وتنكركم , فانتم أصل الداء وفيكم إن شئتم الدواء .

كان هذا هو اتهامي لجماعة الإخوان وعلى الآن أن أثبته , وأسألك أن توفر سبى ولعنى إلى نهاية الرسالة فربما وجدتنى مصيبا وبدا لك منى من العلم ما لم تكن تعلمه فتحمد الله وتدعو لى .

وقبل أن اشرع فى حديثى وللإيضاح , فاعلم أنني لا انتقد الإخوان من حيث الأفعال والمواقف والتوجهات كما يفعل الكثيرون , وان كان فى أفعالكم ومواقفكم وتوجهاتكم ما يستحق النقد .
كذلك فإني لا أفتش فى صفحات الإخوان السوداء وتاريخهم المليء بالخطايا كما يفعل البعض وان كنت اعلم بوجود مثل هذه الصفحات والخطايا .
وإنما ينصب حديثى على شرعية وجود الإخوان من الأصل , فان كان وجودكم غير شرعي –وهو ما أقوم بإثباته- فان كل ما ينتج عنه من أفعال ومواقف يكون فاسدا بالتبعية حتى ولو كانت مواقف سليمة شرعا , وذلك لان الغاية لا تبرر الوسيلة فى شرع المسلمين .
ولكن ما الذى يجعل وجود الإخوان كجماعة غير شرعي ويبطل أعمالهم وينزع منها البركة ويحرمهم من التمكين الذى وعد الله به عباده المؤمنين بعد أن تجاوز عمر دعوتهم السبعين عاما ؟!
انه إصرارهم على مفارقة الحق الذى لا ينكره إلا كل جاحد مستكبر , وهو أن توحيد الخالق عز وجل وإفراده بالعبادة يستوجب بالضرورة توحيد جماعة المسلمين الموحدين , وذلك لان الإله الذى وحدوه أعطى الموحدين أوامر ثابتة ونهاهم عن أمور بعينها فوضع بذلك منهجا شاملا كاملا واضحا لا يختلف المؤمنون المخلصون لله ورسوله على ذرة من مكوناته .
ولكن واقع الحال الذى نحياه يثبت وجود عشرات الفرق المتنافرة المتناحرة الموصوفة زورا بالإسلامية والتى يكيد بعضها لبعض ويلعن بعضها بعضا ويدعى كل منهم انه الممثل الوحيد لشرع الله والمدافع الأول عن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وان ماعداه باطلا بالكلية , وهكذا تفعلون أيضا .
وهكذا تجزأ الدين وتفرق بينكم وبين غيركم من الفرق , فرأيتم أن طريق الإصلاح يأتى من قمة الهرم فأخذتم من الدين ما يتعلق بالحكم والسياسة ودخلتم إلى اللعبة السياسية طامحين إلى تغيير قواعدها والفوز فيها , فإذا بها هي التى تغير قواعدكم الشرعية وتجبركم على تقديم التنازل تلو التنازل , ورغم ذلك لم يقبلكم باقى اللاعبين ولا جمهور المتفرجين !
ورأى غيركم أن التمكين لن يكون إلا إذا بلغنا درجة الصحابة والسلف من البر والتقوى , فأغلقوا عليهم أبواب صوامعهم وتنافسوا فى قصر الثوب وطول اللحية وتعاملوا مع الناس بتعال وتكبر على اعتبار أنهم هم الصديقون وما سواهم رعاع منافقون !
ورأى آخرون أن طريق الإصلاح والتمكين لشرع الله لن يكون إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبليغ أفراد المجتمع بأوامر الدين ونواهيه على الرغم من جهلهم أو قلة علمهم فابتدعوا البدع فضلوا وأضلوا !
ورأى غيرهم كفر المجتمع حكاما ومحكومين فهجره أو قاتله , ورأى غيركم وغيرهم ما رأى وجعل من رؤيته نموذجا لصحيح الدين والواجب المرحلي الذى يجب على كل مسلم أن يلتزم به , وهكذا تعددت الفرق بتعدد الرؤى وسعى كل منهم إلى إظهار منهجه على باقى المناهج واستقطاب العدد الأكبر من المريدين والأتباع وهو ما أدى إلى زيادة فرقتهم وخلافاتهم واتهاماتهم لبعضهم البعض , حتى صارت هذه الفرق والجماعات هى السد المنيع والحاجز الأكبر بين المسلمين والإسلام , فقد نفروا الناس من الدين بخلافاتهم وبدعهم وعبادتهم لأئمتهم ومذاهبهم .

فالله أسألكم ... ماذا يفعل رجل من عوام المسلمين يحب الله ورسوله وينفطر قلبه حزنا وألما على حال المسلمين ولا يرى له هدفا فى الحياة سوى تحكيم شريعة الله فى أرضه , إلى أي جماعة ينضم ومع من من الإسلاميين المتعددين المتعادين يعمل ؟!!
فمع من منكم الحق الذى يرضاه الله ورسوله يا من تدعون أنكم أنصار الله ورسوله ؟
وبطبيعة الحال سيقول الإخوان أن الحق معهم وسيقول غيرهم نفس مقولتهم وذلك على الرغم من أن الحق واحد لا يتعدد كما يتعدد الباطل وذلك لأنه يمثل السبيل الوحيد لرب العالمين , يقول تعالى : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون ). الأنعام 153ويروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم خط خطا على الأرض ثم قال : ( هذا سبيل الله ) ثم خط خطوطا عن يمينه وعن يساره ثم قال : ( هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ) رواه أحمد .ولأن الحق واحد لا يتعدد فمن البديهي أن يكون أتباعه موحدين فى جماعة واحدة بحكم ولائهم للحق الواحد , ولأن الباطل متعدد فمن البديهي أن يكون أتباعه متفرقين فى جماعات مختلفة بحكم ولاءاتهم المتعددة .

لذلك كان اختلاف أهل الحق المكلفين بحمله والتوحد فى سبيله وتفرقهم فى جماعات ومذاهب مؤذنا بوقوع الفتنة وخروجهم جميعا من تحت لواء الحق وإضافتهم كجبهات جديدة للباطل , وهو ما يعنى تعطيل فاعلية الضمان الإلهي الممنوح لهم بالنصر والتمكين والاستخلاف فى الأرض لافتقادهم أهم شروطه وهو إقامة جماعتهم الواحدة الموحدة .

وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذى قال عن أمثالكم وعنكم من المتفرقين فى الدين المتبعين لأهوائهم :(َ افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ قَالَ الْجَمَاعَةُ ) ابن ماجة وأبو داوود و الترمذي .

واعلم أن هناك من شيوخكم العظام (عندكم فحسب) من يضعف هذا الحديث ويقول بجرأة لا يحسد عليها انه غير مقتنع به , فهل يقنعه ويقنعكم كلام الله عز وجل؟!!
يقول رب العزة فإذا قال رب العالمين : (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ، وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ ، فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ ) الشورى 13-15
ولو لم يكن هناك بالكتاب والسنة غير هذه الآيات لكانت هي الكافية الجامعة القاطعة , فمنها يثبت أن دين الرسل جميعا واحد , حيث بدأ الله تعالى بأول الرسل وهو نوح ثم محمد صلى الله عليه وسلم وهو آخر الرسل ، ثم مر بمن بينهما من رسل وهم إبراهيم وموسى وعيسى , فما هو الذي شرعه لنا رب العالمين من عهد نوح عليه السلام إلى عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟
ويأتي جواب ربنا (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيه ) وهذا أمر الله لنا ولمن سبقنا من الأمم , أن نقيم الدين في حياتنا بتنفيذ أحكامه وألا نتفرق فيه , وفي ذلك أمر بالجماعة و الائتلاف ونهي عن الفرقة والاختلاف , ثم يبين رب العالمين لنا من من الناس يصعب عليه الانصياع لهذا الأمر أو التشريع بقوله تعالى : (كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْه ) , وفي هذا خطر عظيم على أتباع تلك الجماعات , ثم يخبرنا أنه تعالى يجتبي إليه من يشاء أي يختار , فالاجتباء اختيار , ولكنه يهدي إليه من ينيب أي من أراد الهداية , الذي يعود إلى الله إذا أخطأ , ويتبع الحق حيثما وجده وليس أسيرا لفكر أو مذهب أو إمام إن هلك أهلكه معه , ثم يخبرنا رب العالمين أن الذين تفرقوا ما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم , وما كانت تلك الفرقة والاختلاف إلا بغيا بينهم , أي أنها ليست من العلم الذي جاءهم , ثم يخبرنا انه لولا أننا في اختبار له مدة لا يعلمها إلا الله يبعثنا بعدها ليحاسبنا على ما فعلنا في حياتنا الدنيا لقضي بين هؤلاء المتفرقين المختلفين .
ثم يأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ومن اتبعه أن يدعو لذلك الأمر وهو إقامة الدين وعدم التفرق فيه وأن يستقيم كما أمر ولا يتبع أهواءهم , , فهذا هو الأصل والرسالة والدين الذي شرعه الله للناس على مر العصور , هذا هو واجب الإنسان على وجه الأرض و أساس حسابه يوم القيامة إقامة الدين وعدم التفرق فيه .
ويقول رب العزة (وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) الروم 31-32
والآية خطيرة وتضع حكما مرعبا للذين فرقوا دينهم وكانوا جماعات أو أحزابا , كل منها يظن أنه على الحق ويفرح بما عنده و ينكر ما عند الآخرين ولو كان من الدين .
فإن قلت لي لا تكن من الأغبياء الذين يفعلون كذا , فإن أنا فعلت ذلك الفعل الذي نهيتني عنه أكن من الأغبياء , فإن قلت لي مثلا لا تكن من المقصرين الذين ينامون عن صلاة الفجر ثم نمت عنها فأنا ولابد من المقصرين .
ولله المثل الأعلى , فقد نهانا أن نكون من المشركين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا وعلى ذلك فإن من يفعل منا ذلك أي يتفرق في الدين ويتشيع ويختلف صار من المشركين .
ويقول الله عز وجل : ( وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُون ، فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) المؤمنون ( 52- 53 )
فنفهم من الآية أن أمتنا أي امة التوحيد هي أمة واحدة , لها مواصفات ثابتة حددها رب العالمين , ولكنهم تفرقوا وقطعوا أمرهم ودينهم بينهم إلى ملل و مناهج هي في الأصل من الدين , وفرح كل منهم بما لديه وما هو عليه .
وقوله تعالى : (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) آل عمران 105
وقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ) الأنعام 109
وقد روي أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن الذين فرقوا دينهم هم أهل البدع والشبهات وأهل الضلالة من هذه الأمة , وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ الآية هكذا ( إن الذين فارقوا دينهم ) , وكان على كرم الله وجهه يقول: والله ما فرقوه ولكن فارقوه يقصد الدين .
أبعد كل هذه الآيات الواضحة المخيفة يبقى لك كأحد أتباع تلك الجماعات أي مبرر أو عذر للبقاء على حالهم , ربما كان منهم من لا يقتنع إلا إذا قلت له مقولة لأحد كبار شيوخ الإسلام عبر عصوره تؤيد بها رأيك وان كنت قد دعمته بثوابت الكتاب والسنة ولا حول ولا قوة إلا بالله , ولهذا نذكر جزءا من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عله يحمل الشفاء .
فيقول ابن تيمية : ( واعلم أن أكثر الاختلاف بين الأمة الذي يورث الأهواء تجده من هذا الضرب , وهو أن يكون كل واحد من المختلفين مصيبا فيما يثبته أو في بعضه مخطئا في نفي ما عليه الآخر .
فإن أكثر الجهل إنما يقع في النفي الذي هو الجحود والتكذيب لا في الإثبات , لأن إحاطة الإنسان بما يثبته أيسر من إحاطتة بما ينفيه .
فباب الفساد الذي وقع في هذه الأمة هو التفرق والاختلاف , وبلاد الشرق من أسباب تسليط الله التتر عليها كثرة التفرق والفتن بينهم في المذاهب وغيرها حتى تجد المنتسب إلى الشافعي يتعصب لمذهبه على مذهب أبي حنيفة حتى يخرج عن الدين والمنتسب إلى أبي حنيفة يتعصب لمذهبه على مذهب الشافعي وغيره حتى يخرج من الدين , والمنتسب إلى احمد يتعصب لمذهبه على مذهب هذا أو هذا , وكل هذا من التفرق والاختلاف الذي نهي الله ورسوله عنه , وكل هؤلاء المتعصبين بالباطل المتبعين الظن وما تهوى الأنفس , المتبعين لأهوائهم بغير هدي من الله مستحقون للذم والعقاب .
فإن الاعتصام بالجماعة والائتلاف من أصول الدين , والفرع المتنازع فيه من الفروع الخفية فكيف يقدح في الأصل بحفظ الفرع ؟!) .

وبعد هذه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والكلام الثمين لشيخ الإسلام ابن تيمية لا يسعنى إلا أن أذكرك ان كنت لا زلت ترى فى جماعتك الأفضلية , بأنه يسوغ ترك الأفضل لتأليف القلوب , مثلما ترك النبي صلى الله عليه وسلم إعادة بناء البيت الحرام على قواعد إبراهيم عليه السلام لأن أهل قريش كانوا حديثي عهد بالجاهلية وخشي تنفيرهم بذلك , ورأى أن مصلحة الاجتماع والائتلاف مقدمة على مصلحة البناء على قواعد إبراهيم عليه السلام .

ألا هل بلغت , اللهم فاشهد
والسلام على من اتبع الهدى

تليفزيون ملون said...

اخي ابراهيم ...
رحم الله جدك المأمون ... و من الواضح انك قلبت في ذكريات لها عظيم الاثر في نفسك ...

صبرك الله و رحمه الله و بلغه منازل الشهداء...
و جمعك الله و جمعنا جميعا به مع سيدنا المصطفي فى دار اليقين ..

محمود سعيد said...

عليه رحمات الله

لا زلت أذكر خبر وفاته
وأذكر المكان والزمان ومن أبلغنى


رحمه الله وألحقه برسول الله وألحقنا بهم

همسة قلم said...

ذكرتني يوم وفاته ياابراهيم بوالدي رحمه الله يوم وجدته انتفض من مكانه بعد معرفته بالخبر وقام ارتدى ملابسه على عجل ليسافر من حيث كنا نقطن بالمنوفية الى القاهرة وكان الوقت ليلا وكان ابي رحمه الله مريضا ولكنه لم يشأ الا يتواجد في تشييع جنازة الاستاذ مأمون عليه رحمة الله

رحمهم الله جميعا والحقنا بهم في مستقر رحمته

Abdulrahman Mansour said...

أبكيتني يا إبراهيم
روايتك للأيام السابقة للوفاة مؤثرة
اكتشفت اشياء لم اكن اتوقعها منك
لكنها جميله

رحم الله جدنا واسكنه الفردوس الاعلي مع نبي خاتم الرسالات صلي الله عليه وسلم
ومع الشهداء والصالحين حسن البنا وسيد قطب

AbdElRaHmaN Ayyash said...

رحمه الله
أذكر كل شيء لحظتها
رحمه الله و جمعك به على خير في مستقر رحمته

أحمد عبد العاطي said...

رحم الله الإمام المجاهد المأمون الهضيبي
وجعلك من نسله الطيب ونفعه بدعائك
ولا تتعجب من إخوان الأمن المركزي يا ابو خليل
أحيانا دورهم بيكون مطلوب
بس تلاقيك قابلت واحد مستجد
( عذرا ان كنت أمزح في هذا الموقف )

jowayreya said...

salamu 3alaykom,
re7ema ALLAH al ma2mon, ana fakra lama seme3na 5abar wafato, w konna fi dars 3araby fi thanaweya 3amma w 2etkalimna ezzay kanit el ganaza maheba,
ana atasawar en 2oslobo kan rakik giddan,
ana 2arebty te3raf merat ebno (ALLAH yer7amo) w etkalimit ma3ah kaza marra w 2alitli 2ara2o fi 7agat kteer 3agabetni awy,
w ba3dean howa akid 3ando 7a2 lama yetkalim b shedda lama te2ollo ennak 3ayez tero7 el 3eraq,
ALLAH yer7amo

ومضات .. أحمد الجعلى said...

يااه لقد جعلتنى أعيش السطور لا أقرأها وكأنى أرى مرشدنا المأمون فى لحظاته الأخيرة

رحمه الله ولعل ألسنة الخلق أقلام الحق وكل ما كتب وقيل فيه وعنه يكون شهادة وشفاعة له بين يدى الله عز وجل

رحمه الله يا ابراهيم وألحقنا به وبكل الصالحين على خير

أخيرا جميلة تلك الأبيات وأول مرة اعرف إنك شاعر كمان، ومعلش يا عم حقك علينا من رجالة الامن المركزى
(-:

أنسانة-شوية وشوية said...

رحم الله جدك
عشت مع الدوينة بشكل غير عادى وبكيت كانى ابكى جدى من الاحاسيس العالية التى وصفتها رحمه الله تعالي وابيات الشعر كلماتهاراقية واحساسها عالي بصراحة رزقك عالي ان يكون عندك جد بالشكل ده

Anonymous said...

فكرتنى بوفاة جدي
واتذكر أيضا يوم الجمعة قبل الفجر لما والدى أيقظنى وأخبرى بوفاة المرشد (جدك) وطلب منى أن أصلى ركعتين وصليت وظللت أبكى وأدعى له
ربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويحشره مع من نصر سنته طوال حياته
سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم )

Anonymous said...

ربنا يرحمه يارب...ويجمعنا به في الفردوس الأعلى

كان لنا بمكانة الاب

كان خير رفيق لوالدي لصلاة الفجر


ربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته